donderdag 10 oktober 2013


حكومة الجريمة المنظمة والعزف على وتر العنصرية







في حوار منسوب لأسامة بن لادن بعد خروجه أو إخراجه من السودان، قال إن ما يحدث في السودان خليط من الدين والجريمة المنظمة!
بعد أن استنفدوا أغراضهم منه وشحنوه بأحقادهم التي ستنفجر في العالم، سعى النظام لمضايقته ليغادر بهدوء. من القصص التي تحكى عن تلك الفترة أنهم جاءوه يوما طالبين التمويل لمشروع جديد، ولأنه كان قد خبر ألاعيبهم، فقد طلب دراسة جدوى المشروع وطلب تحديد موعد نهائي للبدء في تنفيذه، أعطاهم المال، وحين أزف الموعد ولم يطرح المشروع المزعوم أية ثمار، سألهم عما جرى بشأنه، فأوضحوا أنهم تركوا ذلك المشروع لأنه يحتاج وقتا طويلا ولأنهم إكتشفوا أن عائده لن يكون مجزيا!
تساءل الرجل: وأين أموالي؟

كان ردهم: (قلنا نقلب بيها في السوق عشان قيمتها ما تضيع! اشترينا بها بضائع وقمنا بتخزينها).
وحتى يقوم (بتوصيل) الكذّاب (لحد الباب) سألهم عن نوعية البضاعة التي قاموا بشرائها وهل يمكنه تسلمها؟
أوضحوا له أن البضاعة التي إشتروها عبارة عن محاقن طبية بلاستيكية من النوع الذي يستخدم مرة واحدة.
وأن لا مانع أن يتسلمها ودفعوا له بمفاتيح تزن عدة كيلوغرامات هي مفاتيح المخازن التي ملئت بالمحاقن البلاستيكية التي تساوي عدة ملايين من الدولارات!

مجرد أن تسلّم المفاتيح حتى بدأت الزيارات تترى من الضرائب والجمارك وغيرها من مؤسسات الجباية الرسمية (وكلهم عاوزين حقهم)!
هل كان مخطئا حين تحدث عن الدين والجريمة المنظمة؟ الآن لم يعد هناك من دين، توجد جريمة منظمة .
حين إتجه د. خليل بجيشه نحو الخرطوم، كانوا يعرفون بخبر وصوله الوشيك ، بالطبع تراجع دور الجيش وأصبح كل شئ في يد جهاز الأمن. الذي لم يكن له من هم سوى النفخ في بوق العنصرية وإحياء الجهوية والقبيلة، كآخر حائط صد للنظام في مواجهة خصومه وهم كل أهل السودان بإستثناء منسوبي المؤتمر الوطني.

وجدوا في وصول جيش خليل الى الخرطوم سانحة لا تعوض لتحقيق أكبر قدر من الفتنة والشقاق بين أبناء الوطن. وبدلا من مواجهة الجيش خارج الخرطوم، تركوه يدخل العاصمة!

د. خليل كان واعيا لمخططات جماعته السابقة. فقد كان جزءا من تفكيرهم يوما. حرص أن يتجه جيشه الى أهدافه، وألا يضار أية مدني من دخول قواته الى العاصمة. فكسر للجماعة دش العنصرية في يدهم!
الآن يتكرر نفس السيناريو. رغم أن الأحداث تجاوزت موضوع العنصرية. فالنظام المذعور لم يتورع عن إطلاق الرصاص في رؤوس شباب المركز ، حين شعر بهم يهددون سلطته غير الشرعية. كأنه يفند بنفسه أكاذيبه التي ظلت أبواق إعلامه ترددها منذ سنوات ألا خطر على أهل المركز سوى الهامش وأنه هو من يحمي المركز من حقد الهامش.
هذا الحامي (الحرامي) لم يقدم لهذا المركز سوى ما يقتضيه عمل شركات الجريمة المنظمة التي يملكها النظام. تماما مثل الهامش سحب من المركز مجانية التعليم والعلاج وفرض عليه من الضرائب ما لو رآه الترك لبكوا دما على الاموال الزهيدة التي قاموا بتحصيلها من أهل السودان، و التي تجشموا بسببها عناء غزو هذا القطر الشاسع أرجائه !

الآن يتكرر نفس السيناريو، يفبرك النظام القصص والأفلام التي تضرب في وتر العنصرية وأوهام الاستهداف، والأيادي الخفية، يريد أن يضرب عدة عصافير بحجر واحد: يسئ للجبهة الثورية ويزيد أوار نار العنصرية التي أشعلها بين شعب السودان، و إرغام أهل المركز على الإصطفاف من خلفه بإعتباره حامي الأرض والعرض. يراهن على ضعف ذاكرة الناس، فالأرض لم يفرّط فيها غيره والأعراض ينتهكها سدنته. يقتلون الشباب رأسمال أهل السودان ، يسيئون ويضطهدون ويتحرشون بالنساء، يحرقون الممتلكات العامة ليوسعوا الشقة بين أبناء الوطن الواحد، وفق المصطلح الإستعماري: فرّق تسد!.

النظام لا يهمه أن تتفتت البلد أو تغرق في حروب أهلية، المهم أن يبقى في السلطة .
الامة والاتحادي الديمقراطي بترددهما وعدم حسم قيادتهما لمواقفهما تجاه النظام، لم يعودا جزءا من الحل القادم. إن مسألة إنتظار الشباب ليحسموا الوضع ثم التقدم من بعد ذلك، لم يعد مقبولا وسيخصم كثيرا من رصيد هذه الأحزاب، التي ستجد نفسها في خندق واحد مع النظام. هذه الأحزاب في حاجة لتطور نفسها وتتقدم بقيادات شابة، تخرج من رحم القواعد المخلصة لوطنها، التي تطأ في جمر المعاناة اليومية و تكابد الاستبداد والقهر، قيادات تواكب نبض الشارع المتوثب للحرية والعدالة ، والا فمصيرهذه الأحزاب مزبلة التاريخ.

Geen opmerkingen:

Een reactie posten